جيل تحرير فلسطين: حتى ترجعوا إلى دينكم

الأستاذ سالم العملة

الحمد لله الذي جعل العزة لدينه، والنصر لعباده المؤمنين، فقال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [الحج:40]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: «إذا تبايعتم بالعِينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلًّا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» (رواه أبو داود وصححه الألباني).

في ضوء هذه القاعدة النبوية الصريحة، يتبين أن تحرير فلسطين ليس مسألة عرقية ولا قومية ولا حزبية، بل قضية دينية إيمانية، مرتبطة بحال الأمة مع دينها، التزامًا وانحرافًا.

لقد جُربت الحلول السياسية، والمواثيق الدولية، والوساطات الإقليمية، فلم تزدهر إلا أوهام السلام، بينما تتسع رقعة الاحتلال. فما السر؟

الجواب واضح: الذل مسلط علينا بمعصيتنا، ولن يرفع عنا إلا بالرجوع إلى ديننا.

جيل تحرير فلسطين لن يكون جيل المهرجانات ولا جيل مواقع التواصل فحسب، بل جيل:

تعظيم التوحيد ونبذ الشركيات.

الإيمان بالولاء والبراء، ورفض موالاة أعداء الله.

الالتزام بالسنّة، ومحاربة البدع والخرافات.

الصبر والثبات على الشدائد.

الإعداد الإيماني قبل الإعداد العسكري.

قال ابن تيمية رحمه الله: «إذا قَوِيَت القلوب بالإيمان انتصر أهلها على أعدائهم، ولو كانوا أقل عَدَدًا وعُدّة».

والله عز وجل وعد بالنصر، لكن بشرطين:

١- الإيمان.

٢- العمل الصالح.

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ} [النور:55].

لهذا كان الجيل الأول – جيل الصحابة – فاتحًا منتصرًا، لأنهم قدموا الإسلام على كل شيء، وحملوا السيوف بيد، والتقوى بيد أخرى.

أما اليوم، فجيل التحرير الحقيقي هو من يرجع إلى القرآن عقيدةً، وإلى السنة منهجًا، وإلى السلفية فكرًا وسلوكًا. ليس الجيل الذي يرضى بالدنيا، أو يستبدل التمكين بالتمثيل، ولا الذي يقايض الدين بوهم الكراسي والمناصب.

إن تحرير الأقصى يبدأ من تحرير النفوس من الشهوات، والعقول من الشبهات، والقلوب من الولاءات المشبوهة.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله».

فمتى يعود شباب الأمة إلى دينهم الحق، سيتشكل جيل التحرير الذي يقود النهضة، ويحقق الوعد الرباني بالنصر والتمكين.

ولا يزال الأقصى يناديكم: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:7]، فهل من مجيب؟

موضوعات ذات صلة