هل خانت إيران فلسطين؟ من الدعم إلى الانكشاف
بقلم الدكتور حسين خزعل الأحوازي
بين مؤامرة الشيعة على القدس وخديعة المشروع الصفوي:
إنها ليست مؤامرة عارضة، ولا خديعة لحظية، بل خطة قديمة، ودهاء عتيق، ومكر عميق… غلفوه بعباءة الحسين، وسقوه بلعن يزيد، وخبؤوا فيه خنجر أبي لؤلؤة لطعن القدس باسم القدس!
البداية حين لبست ملالي إيران لحية المقاومة:
كانت الأمة تنزف، وبيت المقدس في قبضة العدو، والساحات تتفرج.
وغزة تُقصف وتحاصر، والدول السنية تغط في سبات عميق.
عندها دخلت إيران على الخط، لا بعقيدة الصحابة رضي الله عنهم، ولا بمنهج محمد ﷺ، بل بمنطق نحن الموت لأمريكا…الموت لإسرائيل؛ فصادقونا.
رفعت طهران راية «تحرير القدس»، ونصبت نفسها قلب محور المقاومة؛
فصفق المصفقون، وبايع المندفعون، وركضت الفصائل إلى حضن أبيهم الروحي الخميني.
لكن هل كانت النوايا صافية؟ أم أن الكف كان مرفوعًا لفلسطين، والقبضة كانت تجهز لطعنها؟
خلف الستار عقيدة التشيع لا تؤمن بفلسطين!
أتعلم أيها القارئ أن في كتبهم: «القدس ليست مقدسة»؟
وأن مروياتهم تجعل الكوفة لا القدس هي مركز المهدي الموعود؟
«إذا خرج المهدي، فإنه ينقل الحجر الأسود إلى الكوفة، ويجعلها قِبلة المسلمين». «بحار الأنوار» للمجلسي (ج52 ص338).
وفي فكرهم الأسود: المسجد الأقصى مجرد مرحلة تكتيكية:
لا حرمة له شرعًا إلا إذا خص بالمهدي المنتظر عندهم.
بل جمهورهم يقول المسجد الأقصى ليس الذي في القدس بل في السماء!!
فأي تحرير يتحدثون عنه وهم لا يعترفون ببركة الأرض ولا بقداسة مسجدها، ولا برحمة أصحابها؟
الدعم الإيراني… قذائف مشروطة وعقيدة مسمومة:
حين دعمت إيران بعض فصائل غزة كحماس والجهاد والجبهة الشعبية الماركسية، لم تفعل ذلك لوجه الله أو حبًا لفلسطين، بل:
– لترسيخ النفوذ الشيعي في قلب السنة.
– لزرع التبعية السياسية والعقدية.
– لضرب الصحوة السنية الجهادية.
لم تدعمهم ليوحدوا لله، بل لتسمع يا ثارات الحسين في شوارع غزة!
لم تسلحهم لتحرير فلسطين، بل لتقول: انظروا المقاومة بفضلي أنا وتحت عباءة الخامىني!
وهكذا صارت قضية فلسطين العادلة في يد مشروع رافضي خبيث باطل.
وغُلفت خيانة الحق بكلمات الدم، المقاومة، المحور، زوال إسرا..ئيل.
لكن الحقيقة؟
أن إيران لا تريد زوال إسرائيل بل تريد أن ترثها!
مؤامرة إيران: من التضامن إلى التسلل:
دعمت حزب الله؛ فصار خنجرًا في خاصرة أهل السنة في لبنان وسوريا.
دعمت الحوثيين؛ فاحتلوا اليمن، ورفعوا شعار الموت لأمريكا وهم يُطلقون الصواريخ على مكة.
دعمت نظام الأسد البائد؛ فقتل مئات الآلاف من أطفال الشام تحت راية الممانعة.
دعمت مليشيات الحشد وجيش المهدي و…قتلوا أهل السنة وطردوا الفلسطينيين إلى شتات جديد في أمريكا اللاتينية.
دعمت فصائل في فلسطين؛ فزرعت بينها شبكات استخبارات ونشرت عقائد الرفض والنفاق.
كل هذا ليس حبًا في القدس، بل خدمة لمشروع الهلال الشيعي الذي يبدأ من طهران ولا ينتهي إلا في سواحل المتوسط. خداع الفلسطيني سنوات الغفلة والخذلان.
كانت الفصائل تُصفق لكل صاروخ، وتُهلل لكل شحنة أسلحة، وتُبجل زيارة وفد من «الحرس الثوري».
لكنهم ما سألوا أنفسهم:
أين كانت إيران حين أحرقت الأقصى؟
لماذا لا يفتحون جبهة الجولان وبينهم وبين اليهود عدة أمتار فقط؟
لماذا حولوا سوريا إلى خرابة ولم يطلقوا رصاصة على تل أبيب من حدودها؟
لماذا يذبحون أهل السنة في العراق والشام واليمن ولبنان، ويغسلون وجوههم عند الحديث عن فلسطين؟
الحقيقة التي لا تقبل المواربة:
أن إيران أرادت من غزة أن تكون منصة دعائية للتشيع ومحرقة لأهل السنة لأنهم أحفاد يزيد وبني أمية!!
المشروع الصفوي… من القدس إلى السيطرة:
فماذا يريد الصفويون الجدد؟
1- أن يُفرغوا فلسطين من عقيدتها السنية.
2- أن يقدموا الرواية الشيعية للتاريخ.
3- أن يتسللوا إلى الوجدان العربي السني من بوابة العداء لإسرائيل.
4- أن يبنوا جسرًا من ولاء الحركات إليهم عبر المال والسلاح والشعارات.
لكنهم لا يريدون:
– القرآن كاملاً.
– ولا السنة صحيحة.
– ولا جهادًا على منهج النبوة.
– ولا ولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.
إنهم بوضوح أعداء الداخل الذين لبسوا عباءة الحلفاء!
وما الحل؟ العودة إلى الإسلام السني النقي.
لن تتحرر فلسطين بيد ملوثة بعقائد الغلو، ولا بشعارات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل بينما تنام السفارات الأمريكية في طهران بسلام!
إنما تتحرر حين:
تنزع الرايات الحزبية والشعارات الغامضة.
وتُرفض الأموال الملوثة بعقائد تحريف القرآن وسب الصحابة واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة!
ويُبعث جيل تحرير رباني على منهج الصحابة رضي الله عنهم لا مدرسة قم؛ يناديه الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله!
وحين تُطهر صفوف المجاهدين من التبعية لإيران أو الانتماء للأمريكان أو الارتماء في أحضان أخوان القردة والخنازير!
قال النبي ﷺ: «ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة».
فهل نطلب الجنة بوسائل الشيعة الرافضة، وخطط الأمريكان، وسموم بني صهيون؟
والختام: طهروا بيت المقدس… من دنس إيران قبل دنس اليهود!!
لقد آن الأوان أن تقال الكلمة الحاسمة:
إيران خانت فلسطين، وباعت شعبها في صفقات المفاوضات.
نعم دعمت فصائل لكنها لتستعملهم ورقة ضغط، ومع ذلك غرست سُما عقديًا في قلبها.
نعم أرسلت أموالًا، لكنها اشترت بها الولاءات.
نعم صرخت بزوال إسرائيل وامريكا، لكنها تريد أن ترث عرشها لا أن تدمره.
فيا أهل فلسطين طهروا صفوفكم.
اجعلوا ولاءكم لله، لا للضاحية الجنوبية ولا لحارة حريك ولا لطهران.
عودوا إلى عقيدة التوحيد ومنهج أبي بكر وعمر، وجاهدوا أعداء الله على بصيرة: ﴿إنهم يكيدون كيدًا * وأكيد كيدًا * فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا﴾.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين