استهداف أهل السنة من قبل اليهود الصهاينة والغرب الصليبي وإيران الصفوية في ضوء حديث: «كل مولود يولد على الفطرة».
استهداف أهل السنة من قبل اليهود الصهاينة والغرب الصليبي وإيران الصفوية في ضوء حديث: «كل مولود يولد على الفطرة».
دراسة تحليلية ومنهجية تكشف الأبعاد العقدية والسياسية لهذا الاستهداف
إعداد المرصد السلفي للقضية الفلسطينية
مقدمة: الفطرة المهددة من الأطراف الثلاثة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (رواه البخاري ومسلم).
في هذا الحديث النبوي العظيم تتجلى لنا حقيقة جوهرية في فقه الصراع العالمي حول الإنسان وهويته؛ فالفطرة التي يولد عليها كل إنسان -وهي الإسلام والتوحيد- تتعرض لتحريف وتبديل من خلال عوامل مؤثرة من بيئة التنشئة، والتي مثلت في الحديث بالأبوين، لكن معناها يمتد ليشمل كل قوة مؤثرة في تشكيل البدن والعقل والروح.
ولئن كانت الفطرة هي منطلق الإنسانية ومنطقها، فإن المشاريع المعادية للإسلام -صهيونية يهودية، وصليبية غربية، وصفوية شيعية رافضية- تسعى منذ قرون إلى انتزاع هذه الفطرة، أو تشويهها، أو محاصرة من بقي عليها، خاصة أهل السنة والجماعة، الذين يمثلون الامتداد الطبيعي للفطرة النقية، والعقيدة الصحيحة، والمنهج الرباني.
أولًا: الفطرة السنية… ولماذا هي العدو الأول؟
1- أهل السنة هم الامتداد الحي للفطرة:
فطرية العقيدة: توحيد خالص، بلا غلو ولا تعطيل، بلا وسائط ولا كهانة.
فطرية الشريعة: وسطية تشريعية تجمع بين الروح والجسد، العقل والنقل.
فطرية المنهج: اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، بلا ابتداع ولا انحراف.
2- لماذا تستهدف الفطرة السنية؟
لأنها تكشف تحريفات اليهود الصهاينة، وزيف النصارى الصليبيين، وانحرافات الرافضة الصفويين.
لأنها تمنع احتكار الدين والتسلط السياسي والادعاء الإلهي.
لأنها العقبة الكبرى أمام مشاريع «تهويد» أو «تنصير» أو «تشييع» الأمة.
ثانيًا: المشروع اليهودي الصهيوني واستهداف الفطرة السنية:
1- خلفيات عقدية:
اليهودية المحرفة ترى في «الاختيار الإلهي لليهود» مسوغا لاستعباد غيرهم.
أهل السنة ينقضون هذا الزعم، ويكفرون بتحريفهم، ويؤمنون أن النبوة ختمت بمحمد ﷺ.
2- أدوات الاستهداف:
الاحتلال والقتل: كما في فلسطين، حيث يقتل الأطفال ويهجر السكان لمحاربة الأجيال الفطرية.
الحرب الناعمة: الإعلام، المناهج، التشريعات… لإفساد الهوية السنية من داخلها.
دعم الأقليات والفرق: كالدروز والنصيرية والبهائية والروافض لتفتيت أهل السنة.
3- أهداف اليهود الصهاينة:
تهويد الأرض والعقول معًا.
اجتثاث جذور المقاومة، التي تنبع من العقيدة السنية.
اختراق الفطرة السنية وتبديلها عبر أدوات التغريب والانحلال.
ثالثًا: الغرب الصليبي وتبديل الفطرة باسم «الحرية»:
1- الجذور اللاهوتية:
النصرانية المحرفة قائمة على الفداء والتثليث، ونقض الشريعة.
تعادي الإسلام الفطري الذي ينفي الوسائط، ويجمع بين الشريعة والروح.
2- وسائل الهجوم:
التنصير والاستعمار: رافق الغزو العسكري بعثات تنصيرية تسعى لـ«تنصير المسلمين».
العولمة والليبرالية: تنشر الإباحية واللادينية وتحارب قيم الفطرة (الأسرة، الحياء، العفاف…).
المنظمات الدولية: فرض اتفاقيات حقوق الإنسان المفصولة عن الشريعة.
3- استهداف مباشر لأهل السنة:
وصم الإسلام بـ«الإرهاب»، وحصره في صور مشوهة.
تشويه صورة العلماء والدعاة السلفيين الربانيين.
دعم القوى العلمانية التي تحارب الفطرة داخل البلاد الإسلامية.
رابعًا: إيران الصفوية… التشييع كأداة لاجتثاث الفطرة:
1- الجذور التاريخية:
التشيع الصفوي نشأ على العداء الصريح لأهل السنة، والتكفير لهم، وسب الصحابة رضي الله عنهم.
المشروع الإيراني يستند إلى «ولاية الفقيه» التي تعني تسلط رجل الدين المطلق، وهو نقيض الفطرة.
2- استراتيجيات الاختراق:
التمدد العقدي: نشر الحسينيات، وتوزيع الكتب، وتغيير المناهج في أفريقيا وآسيا والبلاد العربية السنية.
التوظيف السياسي: استغلال فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان للتمدد، ثم خذلان السنة كما في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
التحالف مع الأعداء: التعاون مع أمريكا في العراق وأفغانستان، ومع اليهود الصهاينة سرا.
3- خطورة التشييع:
يحول الفطرة من توحيد وسنة إلى شرك وغلو.
يزرع العداوة والبغضاء داخل المجتمعات الإسلامية.
يحرف مفاهيم الجهاد، والإمامة، والتقوى، لتخدم أجندات طائفية.
خامسًا: الفطرة بين الحصار والانبعاث:
1- حصار الفطرة:
حرب شاملة على الأسرة والمدرسة والمنبر والإعلام.
تحريف مفاهيم الإسلام (التسامح، الوسطية، الحرية) لتوافق مشاريع التغريب.
ضرب الرموز السنية السلفية ومحاصرة التربية الربانية.
2- مؤشرات الانبعاث:
عودة الناس إلى القرآن والسنة بفهم السلف الصالح مع الأزمات.
تنامي الحركات الدعوية السلفية العلمية التي تدعو للفطرة وتحصنها.
اليقظة العالمية نحو الهوية الإسلامية والرجوع للفطرة في مواجهة الانحرافات.
سادسًا: لماذا هذا الاستهداف متواصل؟
لأن المعركة مع أهل السنة ليست سياسية فقط، بل وجودية عقدية؛ فهم:
– أصل الرسالة.
– حماة الوحي.
– أرباب الاعتدال.
– طلائع الجهاد.
وكل من يريد بناء مشروع يخالف هذه الهوية لا بد أن يبدأ بهدم الفطرة، وتشويه أهل السنة، وتفكيك عقيدتهم.
سابعًا: واجبنا أمام هذا الاستهداف:
1- تجديد الفهم لمعركة الفطرة:
الصراع ليس مع طائفة أو حزب، بل مع من يبدل فطرة الله.
2- حماية النشء من التهويد والتنصير والتشييع:
– بالتربية العقدية المنهجية.
– بغرس الثوابت.
– بالكشف عن زيف الأعداء ومخططاتهم.
3- تعزيز الوعي في الأمة:
– تعلم القرآن وتعليمه، ونشر السنة النبوية، وتعظيم السلف، وتبيين المنهج الصحيح.
– إحياء فقه الولاء والبراء في ضوء الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
4- إعادة بناء المرجعية العلمية المنهجية السنية السلفية:
– تقوية علماء أهل السنة والجماعة من أهل الحديث واتباع السلف الصالح.
– دعم المنصات العلمية والمنابر الإعلامية السلفية النقية.
– التواصل بين الشعوب والقيادات العلمية والدعوية بعيدًا عن التبعية السياسية.
خاتمة: على الفطرة نلقى الله:
إن الفطرة هي الدين الحق، وهي الميثاق الأول بين العبد وربه، كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30].
والأعداء يدركون أن أهل السنة والجماعة هم الحصن الأخير للفطرة؛ ولذلك تتكالب عليهم قوى الشر كلها.
لكن كما أن الفطرة محفوظة بأمر الله، فإن الله وعد أن ينصر من نصره، ويعلي كلمته، ويُظهر دينه على الدين كله، ولو كره اليهود الصهاينة والصليبيون والرافضة الصفويون.
فيا أهل السنة… اثبتوا، وبلغوا، واصبروا… فإنكم على الفطرة، وعلى طريق النجاة، وإن العاقبة للمتقين.
ولا غالب إلا الله