كيف نصنع خطابًا دعويا لبناء جيل موحد؟

بقلم الاستاذ جهاد الحوت

في زمن تتعدد فيه الشعارات وتتناقض المشاريع، تبرز الحاجة إلى خطاب دعوي صادق، يصنع الوعي، ويخرج الجيل من ظلمات التبعية إلى نور التوحيد، ومن غوغائية الطائفية إلى وعي الأمة.

وفي فلسطين، حيث تتقاطع العقيدة بالسياسة، تتأكد الحاجة إلى خطاب تحريري لا طائفي، يربي الجيل على أن التحرير وعد رباني لا يتحقق إلا بمنهج رباني.

أولًا: ما هو الخطاب الدعوي التحريري اللاطائفي؟

هو خطاب:

قرآني المرجع، يستلهم من السيرة النبوية نهج الإصلاح والتحرير.

سني الانتماء، لا يساوم على العقيدة من أجل تحالف سياسي.

تحريري الهدف، يعبئ الأمة لمواجهة الاحتلال لا لتصفية الحسابات الطائفية.

وحدوي النزعة، يجمع الأمة على التوحيد، ويفرق بين العدو الحقيقي والمتسلقين.

 ثانيًا: لماذا نحن بحاجة إليه في فلسطين اليوم؟

لأن فلسطين ليست قضية سياسية فقط، بل قضية عقيدة وجهاد، ولا يمكن أن تتحرر بمن يتحالف مع الاحتلال باسم «المقاومة»، أو بمن يستقوي بالرافضة باسم «الممانعة».

لقد تسللت الطائفية إلى بعض الصفوف من خلال التمويل، والمنابر، والتعليم، بل وحتى المنصات الإعلامية.

وبات كثير من الشباب لا يفرق بين مقاوم مجاهد لله، ومقاوم يخدم أجندة خارجية.

 ثالثًا: مرتكزات الخطاب الدعوي الصحيح

التركيز على التوحيد كقاعدة للتحرير

لأن من لم يحرر قلبه من الشرك، لن يحرر أرضه من العدو.

كشف زيف الشعارات الطائفية:

مثل «الموت لأمريكا» من أنظمة تتحالف سرا معها، و«نصرة القدس» ممن يطعنون أهل السنة في كل مكان.

تعظيم السنة والسلف

وربط الجيل بخالد بن الوليد، وأبي عبيدة، لا بخميني ولا بنصر الله.

فقه الجهاد الصحيح:

الجهاد عبادة، لا يوظف سياسيًا، ولا يحرك طائفيًا.

 رابعًا: مظاهر الطائفية الواجب تحصين الجيل منها

تمجيد إيران رغم خياناتها في سوريا والعراق واليمن.

السكوت عن التنسيق مع الاحتلال بدعوى «المصلحة الوطنية».

نشر ثقافة التشيع الناعم في الإعلام والدين والتعليم.

 خاتمة:

لن تتحرر فلسطين برايات طائفية، ولا بمشاريع استسلامية، بل بجيل رباني يعرف عدوه، ويصبر على الطريق، ويتبع السنة، ويؤمن بأن النصر وعد من الله لا يتحقق إلا بمنهج الله.

جيل لا يخدع بالشعارات، ولا يخترق بالأموال، ولا يسجد إلا لله… هو جيل التحرير الحقيقي.

موضوعات ذات صلة