فيصل القاسم: لسان نفاق ومعول هدم للأمة

الأستاذ علي وهبي المغربي

قال الله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} [البقرة: 204].

وقال النبي ﷺ: «إن أخوف ما أخاف على أمتي: كل منافق عليم اللسان». رواه أحمد.

هذا هو فيصل القاسم، الذي لم يكن يومًا ناصحًا للأمة، ولا صادقًا في دعوته، ولا عادلًا في خصومته، بل هو لسان نفاق، وقلم مأجور، وحربة بيد أعداء الإسلام. يتكلم باسم الشعوب، وهو يطعن في ظهورها، ويصرخ باسم الحرية، وهو يفسد باسمها، ويتقمص دور الإعلامي الحر، وهو في حقيقته أداة تنفذ أجندة تدميرية تهدف لزعزعة بلاد المسلمين وتقديمها لقمة سائغة لليهود والنصارى، بل لكل عدو متربص بأمة التوحيد.

ما علاقة هذا بالرؤية السلفية؟

نحن نرى، وبدليل الوحيين، أن الأمة لا تنهار إلا من الداخل، وأن العدو الأكبر ليس من على الثغور فقط، بل من يلبس جلد الضأن وهو من الذئاب، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذوا علماؤهم أربابًا من دون الله».

وإن من أعظم البلايا في هذا العصر: العملاء الناعمون الذين يروجون لفتن عظيمة تحت غطاء الإعلام.

فيصل القاسم، لم يكن من أهل السنة، ولا من حملة العقيدة النقية، ولا من أتباع السلف، بل كان داعية فتنة، مضللًا، يظهر ما لا يبطن، ويتلاعب بعواطف العامة، وهو ممن قال الله فيهم: {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا} [التوبة: 74].

وما بثه في برنامجه «الاتجاه المعاكس» على مدار أكثر من عشرين سنة لم يكن نقاشًا إعلاميًا حرًا، بل كان منهجًا خبيثًا يقوم على إسقاط الثوابت، وتحريض الشعوب على جيوشها، وترويج المتمردين، وحشد المضللين، والترويج للعقائد المنحرفة والمشاريع التدميرية.

دعوة لإسقاط هيبة العملاء المموهين.

فيصل القاسم ليس مجرد إعلامي، بل هو أحد أبرز رموز الهدم الفكري للأمة، ولا يجوز للمسلم السني أن يسكت عنه أو يصدقه، أو يروج له، أو يستشهد بكلامه، بل الواجب أن يحذر منه، وأن يبين فساده، وأن تسقط هيبته الكاذبة التي بناها عبر خطاب شعبي كاذب مخلوط بحقد طائفي.

هو ليس سنيًا، ولا يمثل طائفة المسلمين، ولا له علاقة بالمنهج السلفي الذي يقوم على اتباع الدليل، ونصرة الحكام المسلمين، ورد كيد الخوارج والمنافقين، بل هو في صفوف الخوارج والمنافقين والطاعنين في الصحابة والعلماء والجماعات السنية المستقرة.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وإذا كان أصل الدين وأساسه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فبحفظ هذا الأصل يحفظ ما سواه، وبإضاعته تضيع سائر الحقوق».

وهذا الرجل لم يحفظ التوحيد، ولا أظهر شعائر الإسلام، بل كل ما فعله هو الطعن في الإسلام السياسي والعقدي، والتحريض على الدعاة والولاة، ونشر ثقافة الانشقاق والفتنة باسم «الحرية».

عند أول خلاف: يسقط القناع.

والعجيب أن هذا الرجل لما اختلف مع رفاقه من أهل طائفته – التي طالما امتدحها وسوق لها ضمنيًا – انقلب عليهم وصار يفضحهم، بعد أن كانوا أعمدة في برنامجه ومنصاته.

وهذا دليل واضح أن تحالفاتهم مؤقتة، وتحريضهم تكتيكي، وأنهم لا يصدقون في ميثاق، ولا يخلصون في مبدأ.

قال الله تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} [البروج: 10].

وهؤلاء فتنوا أمةً بأكملها، لا شخصًا أو فئةً فحسب.

خاتمة: واجب التحذير والبراءة

السلفي الصادق لا يمكن أن يسكت عن أمثال فيصل القاسم، لأنه ليس فقط عدوًا للإسلام السياسي، بل عدو للعقيدة، للمنهج، للثوابت، للدين، للأمة، ويجب فضحه في كل منبر، والتحذير منه، كما نحذر من زنادقة الفكر، ومنافقي اللسان.

فيصل القاسم: لست إعلاميًا، بل أنت لسان للفتنة، وسيف للكفار، ومعول في جدار الأمة.

نسأل الله أن يكفينا شر لسانك، وأن يفضح أمرك، وأن يقي هذه الأمة شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

موضوعات ذات صلة