«مؤسسة غزة الإنسانية»... حينما يذبح الفلسطيني باسم الإغاثة!

فريق التحقيق الميداني – مجلة فلسطين المستقبل

غزة – واشنطن – جنيف

مقدمة مشحونة بالدم:

في زمن تتهاوى فيه القيم وتذبح فيه الإنسانية على بوابة غزة، باسم «مؤسسة غزة الإنسانية» Gaza Humanitarian Foundation (GHF) كمنارة كاذبة في ظلام الحصار.

فما إن رفع الستار عن هذه المؤسسة حتى تهافتت وسائل الإعلام الغربية على تمجيد دورها، وصورتها كطوق نجاة للغزيين الجوعى. لكن الحقيقة الصادمة، التي تكشفت تحت ركام الجثث، تقول: هذه ليست مؤسسة إنسانية، بل مشروع ميداني أمريكي إسرائيلي لإدارة الموت بغطاء الإغاثة.

من يديرها؟... جنرالات الإغاثة وأحلاف السياسة

تأسست مؤسسة GHF في فبراير 2025 في ولاية ديلاوير الأمريكية، برعاية مباشرة من وزارة الخارجية الأمريكية ودعم سخي من حكومة الاحتلال الإسرائيلي. يقف على رأسها جنرالات سابقون من مشاة البحرية الأمريكية، وعلى رأسهم جيك وود – الذي استقال لاحقًا – ليخلفه جون مور (مستشار سابق في حملة ترامب الدينية)، والمدير التنفيذي جون أكري، المعروف بعلاقاته مع شركات أمنية خاصة.

اللافت أن المؤسسة لا تتبع للأمم المتحدة، ولا تعمل بالتنسيق مع وكالة الغوث (الأونروا)، بل جاءت كبديل يفرض نفسه على غزة بالقوة والمال والتهديدات.

المهام المعلنة... غلاف خادع:

يروج للمؤسسة أنها جاءت لتوفير الغذاء والماء والدواء والخيام لسكان غزة الذين طحنتهم الحرب والحصار.

 لكن توزيع المساعدات يجري من خلال 4 مراكز ضخمة، محصنة، وتديرها شركات أمنية أمريكية خاصة، تحت حماية جوية إسرائيلية. تقدم المساعدات كـ«منحة مشروطة»، تسلم في مناطق محددة، وبأساليب تفتقد للحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

خلف الواجهة... فخ موت منظم:

لكن ماذا يقول الواقع؟

منذ افتتاح أولى مراكز التوزيع، قتل أكثر من 600 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، برصاص جنود مجهولين وشركات أمنية، يقال إنهم «يحاولون ضبط الحشود»!

بل شهدت المراكز استخدام قنابل صوتية، وغازات مسيلة للدموع، ورشاشات تطلق الذخيرة الحية، فيما تمنع سيارات الإسعاف من الاقتراب.

الأمم المتحدة وصفت المؤسسة بأنها «فخ موت تحت لافتة الإغاثة»، ودعت لإغلاقها فورًا، معتبرة أنها تنتهك القانون الدولي الإنساني. فيما دعت منظمات حقوقية دولية إلى فتح تحقيقات بشأن احتمال تورطها في جرائم حرب.

لماذا غزة؟ ولماذا الآن؟

المتتبع للملف يدرك أن مؤسسة GHF ليست مبادرة عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية أمريكية إسرائيلية جديدة تسعى لإعادة تشكيل المشهد الغزي من خلال أدوات «إنسانية» مصنوعة خصيصًا لتجاوز المؤسسات الدولية، وتصفية المخيمات.

لقد وجدت واشنطن في الجوع مدخلًا، ووجدت تل أبيب في المساعدات فرصة لضبط الجغرافيا والسياسة والناس.

وصية لأهلنا في غزة:

يا أهلنا في غزة! يا من علمتم العالم دروس الصبر والثبات...!!

احذروا طعامًا يختلط برائحة الدم، ومساعدات مشروطة بخرائط أمنية.

لا تذهبوا إلى فخاخ القتل من أجل كيس دقيق أو قارورة ماء.

وثقوا الجرائم، واشهدوا على الحقيقة، وراسلوا وسائل الإعلام العالمية، واصرخوا في وجه الضمير العالمي الغائب الذي طال صمته.

واعلموا أن شعبًا يعيش على الكفاف بكرامة، خير من أمة تغذى بالذل والإذلال.

الخاتمة: ...غزة لا تنكسر:

«مؤسسة غزة الإنسانية» عنوان كبير لخداع أكبر.

وما يجري اليوم أمام أعين العالم هو اختبار للعالم بأسره.

لكن غزة التي صمدت أمام الحصار، والصواريخ، والخيانة... لن تنكسر أمام مؤسسة تقودها الذئاب برداء الحملان.

وغدًا، سيتحول -إن شاء الله- هذا الملف إلى وثيقة إدانة تاريخية تطارد كل من شارك أو سكت أو مول.

وإن غدًا لناظره لقريب!!!